و في يوم من أيام الإنتقام من لعنة الحب الأول
خرج طائر غريب في رحلة البحث عن حبيب ينسيه ذكريات الماضي القديمة
خرج يبحث عن حبيب يواسيه في مصائبه الذميمة
عن حبيب ينقذه من الضياع في ظلمات هذه الحياة الأليمة
و بينما هو يتجول في طرقات المدينة أبصر حديقة زاهية وسط فناء قصر الأمير
اقترب الطائر الغريب رويدا رويدا من حديقة قصر الأمير
فوقعت عينه على الوردة الجميلة التي تتربع على عرش حديقة قصر الأمير
فطاف الطائر و حام و زقزق و رفرف بجناحيه معبرا عن إعجابه
فأبصرته الوردة الجميلة بعين الرحمة و الشفقة لتفننه في إبداء حبه
أفصح الطائر الغريب عن حبه للوردة الجميلة
واعترف بعشقه
و حدثها عن معانات العاشق الأليمة
وروى لها قصص حياته التعيسة
أشفقت على حاله الوردة الجميلة
وكشفت له عن حقيقتها
و أكدت أنها لا تؤمن بالحب من النظرة الأولى
و أنها لا تريد أن تغرق مرة أخرى
و أنها لا تريد أن تعيد التجربة الأولى
و لكن الطائر الغريب لم يعر لهذه الإعترافات اهتماما
و ظن أن هذا الحب سيكون بردا و سلاما
و ظن أنه قد وجد ضالته تماما
و لم يكن يعلم المسكين أنه سيدفن في إحدى المقابر
و لم يكن يعلم أن ما حسبه ماءا ليس سوى سراب عابر
و لم يكن يعلم أن الحب قد كان في زمان غابر