إذا كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تصلح أحيانا منبرا للدول الطموحة لإبراز صورتها الجديدة، فما من بلد -طبقا لصحيفة نيويورك تايمز- استغل هذا المسرح هذا العام بفاعلية مثل ما فعلت تركيا.
وخلال سلسلة من الخطب والأحاديث واللقاءات التي أجراها على هامش فعاليات الجمعية العامة، دافع الرئيس التركي عبد الله غل عن علاقات بلاده الوثيقة مع إيران، وأفصح عن نوايا أنقرة بأن تصبح قائدة في العالم الإسلامي، ورفض مساعي لإصلاح ذات البين مع إسرائيل على خلفية الاعتداء الذي شنته الأخيرة على أسطول الحرية للمساعدات المتجه إلى قطاع غزة.
وقالت الصحيفة الأميركية إن "استعراض تركيا لعضلاتها" أقلق الولايات المتحدة، حيث أعرب مسؤولو الإدارة الأميركية عن تخوفهم من أن تكون إيران قد وجدت سبيلا لتمويل برنامجها النووي عبر البنوك التركية، وأن خلاف تركيا مع إسرائيل قد يؤدي إلى تعقيد جهود واشنطن لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وقد سعى المسؤولون الإسرائيليون إلى ترتيب اجتماع هذا الأسبوع بين غل والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في نيويورك، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل.
وأرجعت مزاعم إسرائيلية أسباب فشل انعقاد ذلك الاجتماع إلى أن تركيا طالبت بيريز بالاعتذار عن العدوان على أسطول المساعدات الإنسانية.
وعلى الرغم من أن غل تحاشى لقاء بيريز –كما تقول الصحيفة- فإنه وجد فسحة من الوقت للقاء نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، كما التقى مندوبين عن شركات تركية وإيرانية.
كما أن تركيا ادعت أن رئيسها ليس لديه وقت لمثل ذلك اللقاء، وهي كلها أسباب نكأت جراحا كان الإسرائيليون يعقدون الآمال في التئامها بمرور الزمن، على حد تعبير نيويورك تايمز.
وبدورهم، لم يبدِ الزعماء الأتراك أي اعتذار بحجة أنهم لم يكونوا هم من ابتدر الخلاف مع إسرائيل، ولم يخالجهم شعور بالحياء في الإفصاح عن طموحات تركيا، مؤكدين أن وضعهم كبلد ديمقراطي مسلم، واقتصادهم المتنامي، وموقع بلدهم كهمزة وصل بين أوروبا وآسيا، من شأنه أن يجعلها طرفا رئيسيا في حل مشاكل من قبيل برنامج إيران النووي ونزاع الشرق الأوسط.
المصدر: نيويورك تايمز