استمرت العملية العسكرية الواسعة التي يقوم بها الجيش الطاجيكي ضد المقاتلين الإسلاميين في شرق طاجيكستان لليوم الثالث على التوالي, حيث دفعت السلطات الطاجيكية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة وادي راشيت الجبلية للقضاء على المجموعات المسلحة التي استهدفت يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري قافلة للجيش الطاجيكي وقتلت 28 جنديا وضابطا على مشارف مدينة غارم على بعد نحو 180كلم عن العاصمة دوشنبه.
وتجري العمليات وسط تعتيم إعلامي, حيث منعت السلطات الطاجيكية وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من دخول المنطقة.
وقد أسفرت العمليات عن مقتل ثمانية مسلحين واعتقال خمسة آخرين من المجموعة التي هاجمت القافلة العسكرية الطاجيكية.
وعلم مراسل الجزيرة في منطقة آسيا الوسطى نقلا عن سكان محليين في غارم أن اشتباكات كثيفة تدور في ضواحي المدينة التي فرض عليها حظر تجول غير رسمي، وقطعت عنها في وقت لاحق الاتصالات الهاتفية.
وقد اتهم سكرتير مجلس الأمن الطاجيكي أميرقول عظيموف تنظيم القاعدة وحركة أوزبكستان الإسلامية بالوقوف وراء العمليات الأخيرة التي استهدفت الجيش الطاجيكي في شمال البلاد وشرقها.
وقال إن السلطات الطاجيكية ستمنح وقتا قصيرا للمسلحين لإلقاء السلاح, مؤكدا في الوقت نفسه على عدم جدوى الحوار مع من سماهم الخارجين عن القانون والوفاق الوطني.
وحذر عظيموف رؤساء جمهوريات آسيا الوسطى الأخرى من تداعيات تدهور الأوضاع الأمنية، معتبرا مواقفها مما يجري في طاجيكستان غير مفهومة.
وأكد أن من الضروري "أن تكون هناك إستراتيجية وتعاون مشترك بين دول آسيا الوسطى لمحاربة الإرهاب والتطرف، وإلا فإن الأرض ستحترق في كل المنطقة".
في هذه الأثناء وفي تسجيل صوتي بثته إذاعة الحرية الطاجيكية، أعلن الناطق الرسمي باسم حركة أوزبكستان الإسلامية عبد الفتاح أحمدي المسؤولية عن العمليات الأخيرة التي استهدفت الجيش والأجهزة الأمنية الطاجيكية في شمال البلاد وشرقها.
وقال أحمدي "إن العمليات جاءت ردا على سياسات الحكومة الطاجيكية التي تغلق المساجد وتعتقل الناشطين الإسلاميين وتحظر الحجاب واللباس الإسلامي وتتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية والناتو في حربهما ضد أفغانستان"، داعيا الحكومة إلى التخلي عن هذه السياسة "وإلا ستواجه البلاد مزيدا من هذه العمليات".
ويأتي هذا التصعيد بعد أقل من شهر على دعوة الزعيم الجديد لحركة أوزبكستان الإسلامية عثمان عادل إلى الجهاد في وادي فرغانة وآسيا الوسطى.
يذكر أن المسلحين الإسلاميين ينتمون إلى مجموعة القائد الميداني السابق لما كان يعرف بالمعارضة الطاجيكية الموحدة الملا عبد الله رحيموف الذي رفض إلقاء السلاح وتوقيع اتفاقية السلام التي أنهت الحرب الأهلية في البلاد (1992-1997).
وقد عاد الملا عبد الله ورفاقه علو الدين دولوتوف وساهي إسكندر وميرزا حجي أحمدوف من أفغانستان بعد سنوات من القتال إلى جانب حركة طالبان.
المصدر: الجزيرة