الصباح يجيب بقوله أصبحنا: و أصبح الملك لله و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،
أأما جواب سؤالك أيها الليل، فاعذرني فإني والله لم أحلم بشيء.
إذا كان الأمر كذلك فدعوني و شأني، أتركوني، أغربوا عن وجهي، فأنا لاشيء، فأنا لا مكان لي بين بني البشر، ولكن قبل أن أغادر و قبل أن ينقضي دبيبي على وجه البسيطة، امنحوني بعض الوقت كي أحكي لكم هذه الواقعة بعجالة و إيجاز:
كان لي صديق أعده من أعز أصدقائي وقضيت معه أياما و أسابيع، بل شهورا و سنين و في ليلة من الليالي بعيد صلاة المغرب ببضع دقائق، كنا على طاولة المراجعة، وفجأة نفخ الشيطان في أذنيه فراح يناقش موضوعا تافها –لا حاجة لذكره فقد نقش على الذاكرة فلا أزيده على الورق حبرا – يستهدفني من ورائه ولكني بث صبورا، وما هي إلا دقائق و نفذ صبري، و تزاحمت سيول من الكلمات في حنجرتي فتفوهت بها -ولم تكن خبيثة للغاية-، فوجد ذريعة مناسبة وفرصة مواتية كي يرد لي الصاع صاعين وأي صاع سيرد، ومن هنا بدأ السب و الشتم.
لقد نعت بما يكفي من الرذائل، ولكن أي ذنب قضاه بحقي هدا الصديق؟ لست أدري. أهذه هي الصداقة؟ أهذا هو معيار العشرة؟
سجرائي لن أتم هذه القصة لأن نهايتها مكشوفة حتى للبلداء.
يتبع...
أخوكم: كئيب يحييكم، و ينتظر ردودكم