ثار خطى على شاطىء الحياة

منذ أن وعى وهو يحاورها وتحاوره ، تشاغبه ويشاغبها،يتحايل عليها ، يداعبها ، يحاولها ، يستدر عطفها لعلها ترق وتلين ، يشاطرها اللعبه المجنونة ، يمشى حينا يجرى حينا ، يهرول أحيانا ، يلهث .. يسقط تعبا ثم لا يلبث أن يقف على قدميه ويتحامل على نفسه ويعاود الجري من جديد ، وهى لاهية عنه ،غير عابئه به ، يحدث نفسه(كفاك.....قف اليأس أحدى الراحتين ) ، يخلد الى يأسه ، يتركها ولكنها لا تتركه فى حاله ، تقبل فجأة نحوة، تكشف له عن مفاتنها ، عن مباهجها ، تغويه ، تذيقه شيئا يسيرا من حلاوتها ، فيستعذب ما ذاق ، فتموج الامنيات فى نفسه وتكبر ، و توقظ فى نفسه جذوة الامل ،يتوق اليها ، فيبدأ من جديد يجرى فى دروبها الوعرة . ثم لا تلبث أن تذيقه فجأة من كاس صدودها بلا سبب ظاهر وتتركه فى جنونه وكانها تسعد بعذاباته ..

يتمنى لو إستطاع أن يفك طلاسمها ، ويسبر أغوار أسرارها ،ويعرف مرادها ،عصية هي ،متمنعه ، عنيدة معه ، أمرها عجيب فهى طيعة ناعمة تستسلم لمن تشاء طائعة بغير عناء ،تبسط يديها ، تغدق عليه وتجهد آخرين تذيقهم العذاب الوانا ، تخدعهم وتذبل أمنياتهم النضرة من طول إنتظار وهم وقوف على أبوابها ، يطرقون أبوابها ليل نهار فلا تفتح لهم ولا تعيرهم شيئا من إهتمامها ..

ها هو جالس يسند ظهره الى حائط قديم تساقطت دهاناته كما تساقطت كل رهاناته ، تخالجه مشاعر متناقضة ، ينظر حوله فى دهشة طفل صغير وها هي سنوات العمر مرت سراعا ، لا يدرى كيف مرت ، وهو فى وهمه يطارد خيالات واوهام ، يحارب طواحين الهواء .

مشى الخطوات المرهقة ، وطالما تحامل على نفسه ، أحيانا كان يجر قدميه جرا اكمل الطريق بالرغم منه ، يمنى نفسه بحلو الأمنيات فى قابل الأيام ، لم يجن غير الاشواك التي أدمت يديه وقلبه معا ، ما نال شيئا مما تمنى ، كل ما ترأى له لم يكن سوى سرابا فى صحراء عمره المترامية الاطراف التي كانت بلا نهايات ، هكذا كانت معه ..... الحياة .
جديد إلهام 4/10/2011 مع أطيب المتمنيات