المبحث الأول: شق نظري.
المطلب الأول: وقفة مع اللفظ العربي.
الفقرة الأولى: أصل اللغة العربية.
"اختلف المسلمون في نشأة اللغة العربية و أصلها:
- فذهب فريق إلى أنه وضع إلهي، و أن الله علم آدم الإسماء كلها.
- و فريق إلى أنهم البشر.
- و ثالث إلى أن أصول الكلمات من الله و التفريع و الاشتقاق قام به البشر بعد معرفة القانون الكلي، كأن ما كان على وزن فاعل في اللغة العربية يفيد من قام بالفعل كالضارب و الشارب.
- و توقف فريق رابع لأن هذا المبحث لم يقم عليه دليل من الوحي و لا من التاريخ عندهم.
و الأكثر على الرأي الأول ودليله: " وعلم آدم الأسماء كلها "، و أن هناك ألفاظا مثل لفظ الجلالة « الله » لا يمكن للبشر وضعه بإزاء معناه، حيث أنه خارج عن الحس. و يمكن وضع« إله » لما فطروا عليه من وجود إله للعالم، و لكن كلمة « الله » غير كلمة « إله » فهي علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد و لم يتسم به غيره، مما يدل على أن ذلك الوضع من خارج البشر. إلى آخر أدلتهم."
و يبدوا أن مذهب التوقف أولى وإن ذهب الأكثرون إلى القول الأول، وذلك لأمرين اثنين هما:
1- أن المذاهب الثلاثة الأولى تعوزها الأدلة، فلا أحد منها يستند إلى دليل واحد صحيح صريح ، و التوقف في ما يتعذر الحكم فيه أولى و أسلم.
2- أن هذه المسألة لا يترتب عن مناقشتها شيء مفيد، و التوقف عن الجزم بشيء لا حاجة إليه أرجح. و الله أعلم.