كعادتي وبعد الظهر أمسك ذلك الكتاب العريض كتاب تاريخ البلاد العربية ، وتحت ذلك السكون الذي يسود ذلك الوقت
فقد كان افراد معظم أفراد أسرتي نائمون بعد أن أدوا صلاة الظهر ليعلنوا بعدها بداية القيلولة .
كان الصمت رهيبا وقتها في البيت ، وحتى في ذلك الحي الذي أسكن فيه ، كان الحر شديدا فلم يكن أحد يتجرأ ليخرج في ذلك الوقت
كنت أركز على تلك الصفحات وأنا أقرؤها ..
طال ذلك الصمت وفجأة سمعت صوت جرس البيت الذي كان مزعجا فأهملني عن تركيزي
عندها قمت إلى شرفة البيت ونظرت من فوق لأرى الطارق ، لكن لم أجد أحدا أمام الباب فاستغربت .
عدت الى مكاني وحملت كتابي وقد زال استغرابي فقد أولت الموضوع أن أحد دق الجرس وذهب لأني تأخرت في الرد
وبينما أنا اقرأ من جديد حتى دق الجرس مرة أخرى فأسرعت هذه المرة لأرى فلم أجد أحدا ، كان استغرابي هذه المرة أشد
لكن عدت لكتابي من جديد .
وهكذا حدثت للمرة الثالثة والرابعة فقررت أن أبقى عند الباب منتظرا صاحب الازعاج
ومثلما انتظرت فقد دق الجرس للمرة الخامسة فخرجت مسرعا للباب .. وإذا به ابن جارنا -الحاج موسى - الشقي الذي يبلغ من العمر 5 سنوات
يدق الجرس ويهرب سريعا لبيته الملامس لبيتنا .
فأمسكت به وتغيرت ملامح وجهي وكأنني قد اصطدت صيدا ثمينا ، ووبخته على فعلته تلك ثم امسكت احدى اذنيه وبدأت اديرهما
وانا اتلذذ بتعذيبه فقد كان مزعجا للغاية وعليه ان يأخذ جزاءه ، ثم ضربته برجلي اسفل ظهره وطردته لبيته
وتلذذت في رؤيته يبكي في طريقه لبيته
عدت الى كتابي من جديد وقد أحسست بالراحة لاصطيادي للطفل المزعج ومازلت على تلك الحالة حتى رن الجرس من جديد ..
خرجت مسرعا فوجدت ذلك الطفل من جديد لكن هذه المرة لم يهرب مني ، بل وجدته امام باب بيته المفتوح ويضع ابهاميه فوق اذنيه ويلوح بيديه
وكأنه يتحداني ويريد الإنتقام