هناك في مدينة اقا البعيدة عن اعين اهل الرباط و البيضاء رجال لا يجدون ما يفعلونه في النهار يمددون ارجلهم الحافية في الارض يقابلون الغادي و الرائح .
تجدهم يتئكون على جدران دواويرهم من فم العلق و لكناتة مرورا بالقصبة وصولا الى الرحالة و تيزونين يندبون حظهم التعيس الدي صنفهم ذات يوم ضمن سكان المغرب غير النافع.
تجدهم امام ابواب المساجد متربعين يتحسرون على سنوات الستينات سنوات الخير الكثير و النعم الفائضة كما يزعمون مع ان التاريخ المغربي يقول عكس ذلك و يصنف العقد السادس من القرن الماضي ضمن ابرز سنوات الجفاف التي عرفها المغرب و الغريب انك تجدهم دائما يتاسفون على انقراض ما يسمونه البركة التي خرجت من الخبز والماء و الدقيق و المال و......
هناك حيت لا ماشية لديهم و لا ابار جوفية يقبضون العصي بايديهم و يضعون العمائم فوق رؤوسهم يرضون باميتهم و بؤسهم و يرضى الفقر و التهميش عنهم.
هناك حيت اناس ظلمهم الزمن و زادهم المسؤولون ظلما و قهرا و احتيالا و تهميشا.
هناك في مدينة اقا اناس ينتظرون رحمة الله من خلال تساقطات مطرية ربما تجعل سهول المعدر تشفق لحالهم و تحن عليهم ببعض حبات الزرع تضمن لهم قوت ليال فصل شتاء قارس تعودت مدينة اقا على استقباله كل سنة.
هناك في مدينة اقا حيت فقد الناس تقتهم في مسؤولين تعودوا على تغيير جلدهم كالحرباء كل خمس سنوات مسؤولون عمروا طويلا و نهبوا كتيرا و ليسوا مستعدين للرحيل ما دام لا احد يجبرهم على دلك.
هناك حيت سئم الناس من الوعود الكادبة و المشاريع العلورقية لمسيري الشان المحلي.
هناك في بلدية اقا حيت تجبر الامية و الجهل رئيس البلدية في النبش في ارشيف البرامج الانتخابية للبلدية ليخرج برنامجا انتخابيا يعود الى التمانيات ليعيد تلاوة مضمونه على مسامع انصاره تضمن مشاريع كان الاجدر بها ان تنجز في التسعينات لكن من كانوا مسؤولين عنها فضلوا وضع الملايين المخصصة لانجازها في جيوبهم و تطبيق مقولة كم حاجة قضيناها بتركها و بما ان المواطن الاقاوي يفضل دائما ادخل سوق راسو فان الامور ستبقى على حالها الى ان يرت الله الارض و ما عليها.
هناك في مدينة اقا حيت بدات الفتيات يعرفن طريقهن الى التبرج و التردد على نوادي الانترنت و مصاحبة الفتيان في منظر ينذر بانقراض الحشمة و الوقار التي كان ذات يوم ميزة للامهات الاقاويات.
هناك في مدينة اقا حيت الشباب فضل الانجراف مع موجة الهيب هوب و الراب و التقليد الاعمى للغرب عبر تقليد لبيك الخاسر في لباسه و الهوبا هوبا سبيريت في خزعبلاتها و اش كاين في كلماتها السوقية عوض المساهمة في تغيير الاوضاع في هده المدينة البائسة عبر المشاركة في العمل الجمعوي و تحسيس السكان مع انني لا اعمم لايماني بوجود بعض اصحاب الضمائر الحية الراغبين في التغيير لكن العين بصيرة و اليد قصيرة.
بين من يفضل الرضى بما قسم الله في هده المدينة السعيدة للقليلين و البائسة للكتيرين.....
بين من يفضل الرحيل الى مدن داخلية و ترك المدينة للدخلاء محملا الاجداد مسؤولية اوضاعه المزرية لاختيارهم هده المنطقة النائية للاستقرار.
بين من يفضلون الاكتفاء بما تجود به حقول اكران من خضر قليلة و ما تجود به سهول المعدر من حبات زرع موسمية و ما تجود به واحات النخل من تمور يصارع به مصاريف الحياة.
بين من يفضل ايقاف ابنائه عن الدراسة و ارسالهم الى المدن الداخلية لاعانته على مصاريف العيش و امتهان مهنة الزريعة حرفة الاجداد التي لا اعرف لمادا يصر كل الطاطويين على امتهانها دون غيرها.
.......بين من انصفتهم الحياة و منحتهم مناصب ضمنت لهم عيشا كريما بمدينة اقا من جنود و رجال سلطة و رجال تعليم و مسييرين و جمعويين و موظفين و تجار ..
بين كل هؤلاء و اولئك برز نوع اخر من الاثرياء كانوا بالامس القريب فقراء يرثى لحالهم.
العارفون بخبايا ما يجري و يدور بمدينة اقا يعرفون حق المعرفة ان المخدرات باقا لا تغني و لا تسمن من جوع و ان مادة اخرى اكثر اهمية اصبحت هي الوسيلة المثلى و الوصفة السحرية للاغتناء السريع و الوصول ايضا الى قبة البرلمان و رئاسات الجماعات بدون حمل تهمة او صفة بزناس التي تلتصق عادة بتجار المخدرات كما يلتصق الذباب بانوف البغال ..
هناك في جماعة تيزونين جماعة من الناس كانوا بالامس القريب يجوبون الارض حفاة و اليوم يمددون ارجلهم في سيارات الاخر موديل ..كانوا قبل اليوم لا يجدون ما يطعمون به بعض دجاجات فتحولوا الى محسنين يوزعون الاموال يمنة و يسرة تحت اعين الناس...و كانوا بالامس فقط لا يدهبون الى الحمام سوى في العيد بينما اصبحوا اليوم زبائن فوق العادة لاشهر صالات التدليك بالمملكة
...هؤلاء لا يزرعون سنابل الكيف خفية في سهول الفوسي و المعدر و لا تجد اسماءهم في خانة المبحوت عنهم و لا يستترون في تنقلاتهم خوفا من الاعتقال ...
فقط لان الزطلة التي مدوا بسببها يدهم الى قمم الغنى ليست سوى معدن تازولت الموجود بتلال العدانة الممتدة شرق جماعة تيزونين على بعد 10 كيلومتر تقريبا.
الناس في تيزونين لا يفهمون كيف تمر يوميا عشرات الشاحنات لا تحمل لوحات ترقيم و مع دلك تعبر باطمئنان حواجز الدرك و الامن و تتوقف في امن و امان في محطات للتزود بالوقود و هي حاملة لاطنان من مادة تزولت قبل تخزينها في مخازن معروفة لدى جميع اجهزة السلطة دون ان تجد في طريقها من يوقفها و يفتش اوراقها و يعتقل سائقها و من يقف وراءه خلف الستار و يتكئ على اكياس مملوءة عن اخرها باوراق مالية التي تدرها عليه سرقة معدن تازولت في واضحة النهار.
مافيا مقالع تازولت بجماعة تيزونين تتحكم ليس في نهب و استنزاف معادن المنطقة و في التلاعب باسعارها في السوق فقط بل ايضا في تشويه وجه سلسلة جبال العدانة التي اصبحت تبدو كغربال بفعل الحفر الكبيرة التي احدتتها الات هده المافيا.
بسطاء وفقراء جماعة تيزونين القروية من الفلاحين و المزارعين يتابعون باعين بريئة مشاهد الغنى التي سقطت فجاة على رؤوس معروفة اغتنت على حساب معادن المنطقة و اصبح هؤلاء الاهالي ينحون في مشاهد غريبة يقبلون ايدي اصحاب المقالع كلما التقوا بهم و كلما احتاجوا اليهم في امور ادارية او لقضاء اغراضهم ..فقط لان الناس هناك لم يعودوا يثقون في ادارات الدولة و عوضا عن التوجه اليها لاستخراج وتائق ادارية تخصهم يفضلون التوجه الى ارباب مقالع معدن تازولت ايمانا بنفوذهم المالي و مركزهم عند اهل القرار بدائرة اقا بشكل عام.
في جماعة تيزونين اصحاب مقالع معدن تازولت اغتنوا حد التخمة و لم تعد للمال قيمة عندهم فالاوراق المالية لم يعودوا يجمعونها في ارصدة بنكية او محفظة يضعونها في جيوبهم بل يكدسونها في خناشي ديال الدقيق.
.....................................بقلم امنار.............
الى اللقاء في موضوع اخر ان شاء الله