كثفت القوى الغربية اليوم ضغوطها على إيران للدخول في محادثات أوسع نطاقا بشأن برنامجها النووي تتعدى المفاوضات بشأن تبادل مقترح للوقود النووي، من جانبها أبدت طهران استعدادها لاستئناف سريع للحوار مع القوى الكبرى من خلال ما وصفتها مقاربة عادلة تقر بحق إيران بنشاطات نووية سلمية.
وفي الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد في فيينا دعت الدول الغربية الجمهورية الإسلامية لإجراء مفاوضات عاجلة لبحث فكرة تبادل الوقود النووي، لكنها وضعت قائمة شروط لمفاوضات أوسع نطاقا.
وجدد وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو في فيينا دعوته طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات قائلا إن واشنطن مهتمة دائما بانخراط إيران مرة أخرى بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي، لكنها تريد التأكد من أن طهران صادقة.
من جانبه شدد دانييل بونمان نائب وزير الطاقة الأميركي الذي تحدث من جانبه على ضرورة التركيز على محادثات أوسع بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا، وليس فقط على ما وصفها بمحادثات محدودة بشأن تبادل اليورانيوم المنخفض التخصيب بآخر مرتفع.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلت في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي إلى صفقة مبدئية تسلم إيران بموجبها 70% من اليورانيوم منخفض التخصيب مقابل حصولها على وقود لمفاعل للأغراض الطبية في طهران.
ولكن الاتفاق انهار بعد تحفظات وشكوك من طهران بشأن الجهة التي ستنقل لها شحنات الوقود النووي، لتبرم اتفاقا بديلا بضمانة تركية برازيلية لتبادل الوقود رفضته القوى الكبرى.
وبخصوص هذا الاتفاق أوضح نائب وزير الطاقة الأميركي أن الحقائق على أرض الواقع تغيرت منذ إبرام الاتفاق المبدئي في هذا الصدد، وذلك في إشارة لجهود إيران لتخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى وزيادة احتياطياتها من هذه المادة.
وقال بونمان "أمامهم عرض لم يتقدموا برد إيجابي عليه.. تغيرت الحقائق على أرض الواقع، يجب أن يفعلوا شيئا".
ومن المتوقع أن يؤكد الرئيس الأميركي باراك أوباما على موقف واشنطن هذا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الخميس المقبل.
وقال البيت الأبيض إن أوباما سيبلغ إيران أن "الباب مفتوح" لها من أجل تحسين العلاقات إذا كان بوسعها إثبات النوايا السلمية لبرنامجها النووي.
بديل العقوبات
وفي اجتماع فيينا أبلغت باريس طهران أن عودتها لمفاوضات أوسع بشأن برنامجها النووي هو البديل لعقوبات وصفتها بأنها "باهظة الثمن".
وقال المندوب الفرنسي برنار بيجو إن مسلك إيران لم يترك للقوى خيارا سوى فرض سلسلة من العقوبات الأشد على البلاد، لكنه أعرب عن ثقته بإمكانية التوصل لحل للأزمة عبر المفاوضات، مناشدا طهران أن تختار التعاون في نهاية المطاف.
من جانبه أشار يوشن هومان من وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية إلى أن القوى الست المشاركة في جهود نزع فتيل الأزمة النووية قدمت عرضا شاملا للتعاون "وينبغي أن تقرن إيران أقوالها بأفعال وأن تعود الآن لمائدة المفاوضات".
في سياق متصل قدمت إيران مذكرة احتجاج على تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست اليوم قوله إن التقرير أعد بضغوط غربية وإنه يماثل قرارات العقوبات "اللاشرعية"، ما سيفقد الوكالة الدولية مصداقيتها
(تغطية خاصة)
موقف إيران
ورفضت إيران مرارا المطالب الغربية بوقف جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وقالت إن الطاقة الذرية حق سيادي لها ورفضت السماح بزيارات غير مقيدة لمفتشي الأمم المتحدة.
وأعربت إيران اليوم عن استعدادها لاستئناف سريع للحوار مع القوى الكبرى، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "نأمل أن نتمكن من خلال مقاربة عادلة تقر بحق إيران بنشاطات نووية سلمية من إجراء مفاوضات في المستقبل القريب".
وأمس حث رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي القوى الكبرى على استئناف المحادثات بشأن خطة لإمداد مفاعل للاستخدامات الطبية في طهران بالوقود النووي مقابل تقديم كميات من اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صرح لوسائل إعلام أميركية بأن إيران مستعدة لاستئناف المفاوضات مع القوى الكبرى.
وقررت طهران في يونيو/حزيران الماضي تعليق المفاوضات حتى سبتمبر/أيلول مع مجموعة (5+1) بعد صدور قرار جديد عن مجلس الأمن يتضمن عقوبات جديدة ضد إيران بشأن برنامجها النووي.
المصدر: وكالات