بعد أن صنعت الصين كل شيء يستعمله البشر في هذه الدنيا ، ها هي الآن تهدد الأخلاق العربية الفاضلة، و تهدد بقلب نظمنا السلوكية رأسا على عقب.. و لتتأكد من كلامي توقف و أجل نظرك فيما حولك و ابحث في قعر كل شيء لتجد أسفله كتابة حفظناها عن ظهر كل شيء تقول "مايد إن شاينا"... و ما دامت الصناعة الرأسمالية الصينية =الغول الاقتصادي الزاحف= قد قررت أن تتوغل داخل أدمغة البسطاء و معتقداتهم الدينية و تقاليدهم العرفية، و استغلالها صناعيا و تجاريا،فقد كانت آخر إبداعاتها بكارة شرف ب15 دولار فقط،، طرحت في سوريا ومصر و المغرب و ينتظر، لا محالة أن تكتسح باقي الأسواق العربية المكلومة في بناتها.دعنا نكون صرحاء، بينس وبينكم ماذا تعلموا عن ميدان الشرف هذا. ما هي نوعية الآراء التي تسر بها لأصدقائك حول هذا الموضوع. و إن أنت فكرت بينك و بين نفسك، أفلا تجد أن هذه الفكرة الصينية المجنونة ستلقى من النجاح و الشهرة ما يبهر في مجتمعاتنا. ألا تعتقد أنها ستكون حتما تجارة مربحة. ولكل هذه الأسئلة دعنا نطرح معا سؤال آخر... لو نجح الصينيون، ما الذي سيتغير بواقعنا. أشياء كثيرة بكل تأكيد..ستصير كل النساء طاهرات شريفات قديسات=ما دامت البكارة هي مقياس الشرف الذي تبنيناه=،و ستقل عندنا جرائم الشرف و معدلات الطلاق ليلة الدخلة، ناهيك عن كل الأحكام الصادرة في حق شباب الأمة بتهمة افتضاض البكارة و هو ما سيقلل من هذه النوعية من المساجين، والحاجة إلى قضاة كثر للنظر في مثل هذه القضايا، ومحاكم أقل، وقضاء أكثر نزاهة بكل تأكيد... كما أن الشباب المجاهدين سيخوضون حروبهم السريرية دون مركب نقص قانوني أو قضائي، و سيكون بوسعهم خوض غمار كل الفتوحات دون هاجس من إصلاح الخطأ عن طريق الزواج، و سيمرحون كثيرا كلما تخلصوا من السجن أو الزواج بمائة درهم هي ثمن بكارة جديدة وميثاق أنوثة جديد. كما أن فتيات آش حب الخاطر.. سيكن سعيدات بهذا الخبر الصيني الرائع، ولعل الكثيرات منهن سيفضلن نظام =بكارة- اشتراك=، بتسعيرة تفضيلية فورفي تضمن لهن على سبيل الإقتراح، عشرة "بكارات"في الشهر ببطاقة شرف نظير 600 درهما دوريا على سبيل المثال...
مع هكذا واقع يبقى على المتزمتين و المصرين على السروال ليلة الدخلة أن يطالبوا الصين باختراع أجهزة كشف كذب متطورة مضادة للعاهرات تساعد الأزواج على معرفة حقيقة البكارة إن كانت أصلية أم مصطنعة، أي دوريجين أم إيميطاسيون، اعتبارا لمبدأ= فكها يا من و حلتيها=.في الحقيقة هذا السبق الصيني الأخاذ يدعونا إلى مساءلة أنفسنا قليلا، وإخراج رؤوسنا التي نصر على دفنها في الرمال، و امتلاك القدرة و الشجاعة على مواجهة حقيقتنا في المرآة، لا كما نتخيل أنفسنا بداخلها، و الاعتراف بأننا بعيدون عن كل الصور الملحمية و الهالات المقدسة التي نحيط بها أنفسنا كمسلمين أتقياء، و مجابهة تلك الحقيقة التي انتبه لها سكان من عمق آسيا وقرروا استثمارها فينا حتى تحولنا في نظرهم إلى مجرد سوق صناعية مدرة للدخل تصر على الاحتفاء بعذريتها كما يحتفل الصغار بكل الدمى و الألعاب التي فقدوا حقوق ملكيتها منذ زمن بعيد، فدمنا للتخلف أوفياء و... ولا حول و لا قوة إلا بالله
بقلم الشيبر أوتشواشت.
بل نقلته من هنا http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=23195