أَلاَ فَاسْكُبْ مَدَامِعَكَ الْغِزَارَا ... عَلَى غَوْثِ الْبَرِيَّةِ إِذْ تَوَارَى *
* وَلاَ تَرْدُدْ لِلاَحٍ ظَلَّ يَلْحَى ... عَلَى تَبْكَائِهِ سَفَهًا حِوَارَا *
* فَمَا فَقْدُ الأَمِينِ أَخِي الْمَزَايَا ... لَهُ يَسْطِيعُ ذوُ اللُّبِّ اصْطِبَارَا *
* عَلَى مِثْلِ الأَمِينِ بَكَى الْبَوَاكِي ... وَلَطَّمْنَ الْخُدُودَ ضُحًى جِهَارَا *
* وَظَلَّ الشِّيبُ مِنْ جَزَعٍ وَوَجْدٍ ... لَدُنْ حُمَّتْ مَنِيَّتُهُ حَيَارَى *
* عَلَى شَهْمٍ أَبِيٍّ أَلْمَعِيٍّ .... أَبَرَّ عَلَى الْكِرَامِ فَمَا يُبَارَى *
* شَرِيفٌ حَازَ مَا قَدْ حَازَ أَبْوٌ ... وَأَجْدَادٌ لَهُ كَرُمُوا نِجَارَا *
* وَزَادَ عَلَى مَزَايَاهُمْ مَزِيدًا ... بِهِ نَالَ الزَّعَامَةَ وَالْفَخَارَا *
* تَعَلًّمَ مِنْ أَبِيهِ وَمِنْ ذَوِيهِ .... شَنَاشِنَهُمْ وَمَا عَقَدَ الإِزَارَا *
* شَنَاشِنَ خَيْرِ أَشْرَافٍ نَمَاهُمْ ... جُدُودُهُمُ لِمَنْ أَعْلَى نِزَارَا *
* مِنَ الْحَاجِ الدُّمَيْسِ وَحَاجِ أَحْمَدْ ... وَذِي الأُسْدِ الْغَطَارِفَةِ الطَّهَارَى *
* وَمَنْ عَبْدُ الْوَدُودِ لَهُمْ نِجَارٌ ... إِذَا مَا جِئْتَهُمْ جِئْتَ الْخِيَارَا *
* هُمُ الأَشْرَافُ مَنْ فَاقُوا وَسَادُوا ... وَمَا رَامُوا عَلَى الشَّرَفِ اقْتِصَارَا *
* وَمَا زَالَ الأَمِينُ مَحَطَّ رَحْلٍ ... وَبَدْرًا لِلْبَسِيطَةِ قَدْ أَنَارَا *
* وَقَدْ كَانَ السَّخَاءُ لَهُ شِعَارًا ... وَقَدْ كَانَ الْعَفَافُ لَهُ دِثَارَا *
* وَكَانَ الْحَالُ يُنْشِدُ فِيهِ مِمَّا ... تُوَافِيهِ عَلَى الأَيْنِ الْمَهَارَى *
* وَأَنْضَاءٍ أُنِخْنَ إِلَى سَعِيدٍ ... طُرُوقًا ثُمَّ عَجَّلْنَ ابْتِكَارَا *
* عَلَى أَكْوَارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ ... قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إِلاَّ غِرَارَا *
* حَمِدْنَ مَزَارَهُ وَلَقِينَ مِنْهُ ... عَطَاءً لَمْ يَكُنْ عِدَةً ضِمَارَا *
* كَرِيمٌ تَعْزُبُ الْعِلاَّتُ عَنْهُ ... إِذَا مَا حَانَ يَوْمًا أَنْ يُزَارَا *
* إِذَا مَا جِئْتَهُ تَرْجُو نَدَاهُ ... فَلاَ بُخْلاً تَخَافُ وَلاَ اعْتِذَارَا *
* مِنَ الرَّحَمَاتِ وَافَتْهُ غَوَادٍ ... عَلَى الرَّامُوسِ تَنْهَمِرُ انْهِمَارَا *
* وَفيِ دَارِ الْقَرَارِ يَنَالُ دَارًا ... أُعِدَّتْ لِلْمُنِيبِ بِهَا قَرَارَا *
* وَبَارِكْ فيِ بَنِيهِ يَا إِلَهِي ... وَلاَ عَدِمُوا اعْتِزَازًا وَانْتِصَارَا *
* بِخَيْرِ الرُّسْلِ جَدِّهِمُ عَلَيْهِ ... صَلاَةٌ مَا حَدَا اليْلُ النَّهَارَا *
---------------------