حرف العين
* هُوَ الْمَوْتُ بِالْمَخْلُوقِ لاَ بُدَّ وَاقِعُ ... وَمَا لِحِمَامٍ حُمَّ(1) لِلْمَرْءِ دَافِعُ *
* وَتَكْرِيرُ كُلٌّ(2) فِي الْكِتَابِ مُقَرِّعٌ(3) ... لِمَنْ يَبْتَغِي نَيْلَ الْبَقَاءِ وَرَادِعُ *
* وَنَفْسُ الْفَتَى وَالأَهْلُ وَالْمَالُ عِنْدَهُ ... وَدَائِعُ حَتْمٌ أَنْ تُرَدَّ الْوَدَائِعُ *
* أَذَا الرَّوْعُ(4) يَوْمَ النَّفْخِ فيِ الصُّورِ قَدْ أَتَى ... أَوِ الصَّرْعُ(5) يَوْمَ الطُّورِ وَالْكُلُّ رَائِعُ *
* أَوِ الأَرْضُ هُدَّتْ(6) تُظْهِرُ الزَّجْرَ لِلْوَرَى ... تُخَبِّرُ عَنْ خَطْبٍ لَهُ الْكُلُّ جَازِعُ *
* وَالاَنْجُمُ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ تَسَاقَطَتْ ... وَقَدْ كُوِّرَتْ يُوحَى(7) فَلاَ ضَوْءَ سَاطِعُ *
* وَقَدْ خَلَعَ الْيَوْمُ الْمُضِيءُ ثِيَابَهُ ... فَأَصْبَحَ لِلَّيْلِ الْبَهِيمِ يُضَارِعُ(
*
* فَمَا الْحَادِثُ الإِدُّ الَّذِي قَدْ تَسَلَّبَتْ(9) ... لَهُ الشَّمْسُ وَانْحَطَّ النُّجُومُ الطَّوَالِعُ *
* فَأَعْظِمْ بِهِ مِنْ حَادِثٍ سَارَ فيِ الْبَرَى ... وَعَمَّتْ بِهِ أَهْلَ السَّمَاءِ الْفَجَائِعُ *
* وَعَمَّ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ فَكُلُّهُمْ ... عَلَى نَحْرِهِ تَنْهَلُّ مِنْهُ الْمَدَامِعُ *
* مُحَمَّدْ الاَمِينُ الْمُرْتَضَى حُمَّ رَجْعُهُ(10) ... إِلَى مَنْ لَهُ كُلُّ الْبَرِيَّةِ رَاجِعُ *
* مَضَى بَعْدَمَا قَدْ طَارَ فيِ الأَرْضِ صِيتُهُ ... وَعَمَّتْ عَلَى الْعَافِينَ مِنْهُ الصَّنَائِعُ *
* فَجَلَّ(11) جَمِيلُ الصَّبْرِ وَاحْتَلَّ بِالْحِجَى ... رَسِيسُ جَوًى تَنْقَدُّ مِنْهُ الأَضَالِعُ *
* فَأَصْبَحْتُ أَرْثِيهِ وَأَبْكِيهِ مِثْلَمَا ... رَثَتْ صَخْرَهَا الْخَنْسَا وَمَا الْكُلُّ نَافِعُ *
* فَوَا أَسَفَا لِلْفَقْدِ مِمَّنْ بِفَقْدِهِ ... تَهَدَّمَ طَوْدٌ لِلشَّرِيعَةِ فَارِعُ(12) *
* وَحَلَّتْ بِهَا يَا لَلْعِبَادِ بَلِيَّةٌ ... تُقَصِّرُ دُونَ الْوَصْفِ مِنْهَا الْمَصَاقِعُ(13) *
* حَوَى الزُّهْدَ وَالتَّقْوَى وَزَادَ تَوَرُّعًا ... لِطَاعَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يُشَايِعُ(14) *
* وَحُسْنَ اجْتِهَادٍ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ... وَتَعْظِيمِهِ وَاللهُ رَاءٍ وَسَامِعُ *
* فَمَنْ كَانَ مِنْ فَقْدِ الأَمَاجِدِ بَاكِيًا ... فَأَدْمُعُهُ حُزْنًا عَلَيْهِ الْهَوَامِعُ *
* لِفَقْدِ فَتًى مَا تَسْأَمُ الْبَذْلَ كَفُّهُ ... لِيُخْمِدَ بُؤْسَى كُلِّ مَنْ هُوَ ضَارِعُ(15) *
* فَتًى قَدْ تَرَبَّى بِالْمَكَارِمِ وَانْتَمَى ... لِمَنْ كَرُمَتْ أَخْلاَقُهُمْ وَالطَّبَائِعُ *
* فَطَابَ كَطِيبِ الأَصْلِ مِنْهُ وَسَادَ فِي ... صِبَاهُ وَفَاقَ الشِّيبَ مُذْ هُوَ يَافِعُ *
* فَتًى سِيطَ(16) حُبُّ الْمَكْرُمَاتِ بِدَمِّهِ ... فَمَا زَالَ ذَا نَفْسٍ إِلَيْهَا تُسَارِعُ *
* فَحَلَّتْهُ أَفْكَارُ الْمَكَارِمِ وَاكْتَسَى ... ثِيَابًا مِنَ امْدَاحٍ إِلَيْهِ تَتَابَعُ *
* عَجِيبٌ بُغَاءُ(17) الْخَلْقِ لِلْبَذْلِ بَعْدَهُ ... فَقَدْ صَارَ فِيهِ لِلنُّفُوسِ يُخَادِعُ *
* تَمَنَّيْتُ إِذْ نَادَيْتُ أَنْ يَسْمَعَ النِّدَا ... وَقَدْ كَانَ مِمَّنْ لِلْمُنَادِي يُسَارِعُ *
* لِفِقْدَانِهِ عَمَّ الْوَرَى الْحُزْنُ كُلَّهُمْ ... فَسِيَّانِ مَتْبُوعٌ بِذَاكَ وَتَابِعُ *
* سَيَعْذُبُ كُلُّ الْحَادِثَاتِ لِمَوْتِهِ ... وَإِنْ كَانَ فِيهِ الصَّابُ وَالسُّمُّ نَاقِعُ *
* وَقَدْ صَارَ مُرًّا كُلُّ مَا كَانَ طَيِّبًا ... وَإِنْ كَانَ شُهْدًا خَالَطَتْهُ الْوَقَائِعُ(18) *
* وَإِذْ جَلَّ قَدْرًا جَلَّ قَدْرًا مُصَابُهُ ... وَقَدْرُ مُصَابِ الْمَرْءِ لِلْفَضْلِ تَابِعُ *
* فَيَا طَاهِرًا مَا عِشْتَ لِلْعَابِ عَادِمًا ... وَعِرْضُكَ مَوْفُورٌ وَفَضْلُكَ شَائِعُ *
* وَإِذْ صِرْتَ مَدْفُونًا بِرُوصُ تَشَرَّفَتْ ... وَطَابَ الرُّبَا مِنْهَا وَطَابَ الأَجَارِعُ *
* تَحِيَّاتُ رَبِّ الْعَرْشِ تَاتِيكَ وَالرِّضَى ... وَغَيْثٌ مِنَ الْغُفْرَانِ وَالْعَفْوِ هَامِعُ *
* فَعُمْرُكَ عُمْرٌ فِيهِ لِلدِّينِ بَهْجَةٌ ... وَفِيهِ لِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ مَنَافِعُ *
* وَفَقْدُكَ فَقْدٌ لِلْمَكَارِمِ وَالْعُلَى ... وَمَدْحُكَ بَاقٍ فِي الْبَرِيَّةِ ذَائِعُ *
* وَمَا مِتَّ إِذْ أَبْقَيْتَ أَبْنَاءَكَ الأُلَى ... إِلَى كُلِّهِمْ فَضْلاً تُشِيرُ الأَصَابِعُ *
* فَقَدْحَفِظُوا مَا حُزْتَ مِنْ كُلِّ مَفْخَرٍ ... وَسَارُوا عَلَى الآثَارِ مِنْكَ وَتَابَعُوا *
* وَنَالُوا عَلَى كُلِّ الأَكَارِمِ رِفْعَةً ... وَزَانَهُمُ بَذْلُ اللُّهَى وَالتَّوَاضُعُ *
* وَلاَ سِيَّمَا الْمِفْضَالُ أَحْمَدُ سَالِمٌ ... فَذَاكَ الْفَتَى فِي فَضْلِهِ لاَ يُنَازَعُ *
* فَقَدْ حَازَ مَا فِي أَصْلِهِ وَزِيَادَةً ... وَقَدْ شُنِّفَتْ(19) بِالْمَدْحِ مِنْهُ الْمَسَامِعُ *
* عَلَى النَّاسِ أَعْلَى رَبُّهُ الْيَوْمَ قَدْرَهُ ... وَلَيْسَ لِمَنْ أَعْلاَهُ ذُو الْعَرْشِ وَاضِعُ *
* فَلاَ زَالَ فِي جَوِّ السِّيَادَةِ طَالِعًا ... تُسَاعِدُهُ الأَحْوَالُ وَالسَّعْدُ طَالِعُ *
* وَلاَ زَالَ جَمْعُ الآلِ جَمْعَ سَلاَمَةٍ ... تُسَالِمُهُمْ أَزْمَانُهُمْ وَتُطَاوِعُ *
* فَإِنَّ بَنِي عَبْدِ الْوَدُودِ لِغَيْرِهِمْ ... مِنَ الشُّرَفَا رَأْسٌ لَهُ الْكُلُّ خَاضِعُ *
* وَمَنْ يَكُ آلُ الْحَاجِ أَحْمَدَ أَصْلَهُ ... فَذَلِكَ أَصْلٌ لِلْمَحَامِدِ جَامِعُ *
* وَأَكْرِمْ بِأَبْنَا ذِي السِّبَاعِ قَبِيلَةً ... إِذَا عَدَّدَ الأَشْرَافَ بِالْحَقِّ صَادِعُ(20) *
* لُيُوثٌ إِذَاعَنْ سَاقِهَا الْحَرْبُ شَمَّرَتْ ... غُيُوثٌ إِذَا حَلَّ الْمُحُولُ هَوَامِعُ *
* فَرَحْمَةُ خَيْرِ الرَّاحِمِينَ وَعَفْوُهُ ... وَأَمْنٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ السُّخْطِ مَانِعُ *
* تَسِيرُ إِلَى رُوحِ الأَمِينِ مُحَمَّدٍ ... فَتُؤْنِسُهُ فِي قَبْرِهِ وَتُضَاجِعُ *
* إِلَى أَنْ يَرَى مَثْوَاهُ فِي دَارِ رَحْمَةٍ ... أُعِدَّتْ لِمَنْ هُو لِلْمُهَيْمِن طَائِعُ *
* وَجَاوَرَ فِيهَا جَدَّهُ خَيْرَ مُرْسَلٍ ... مَلاَذَ الْوَرَى مَنْ هُوَ لِلْخَلْقِ شَافِعُ *
* عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ مَا مَاتَ سَيِّدٌ ... فَسِيقَتْ لَهُ غُرُّ الْمَرَاثِي الرَّوَائِعُ *
----------------------------