دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى ضرورة الإسراع بحل المشاكل والأزمات التي تعصف بأمن واستقرار العالم العربي مشيرا بشكل خاص إلى الأوضاع في العراق والسودان وفلسطين.
وجاءت تصريحات الأمير في خطاب ألقاه اليوم الثلاثاء بمناسبة افتتاح الدور التاسع والثلاثين العادي لمجلس الشورى مؤكدا حرص دولة قطر على اتباع سياسة خارجية تقوم على تعميق الروابط مع كافة الدول وتعزيز المصالح المشتركة على أسس التعايش السلمي والمشاركة في الجهود السلمية لحل النزاعات.
وشدد على أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والستين كانت فرصة مناسبة لتذكير المجتمع الدولي من منبر الأمم المتحدة بالأهمية الإستراتيجية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط عامة والنابعة من موقعها الإستراتيجي واحتوائها على نصف الاحتياطي العالمي من النفط والغاز.
وأضاف أن تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة لا يمكن أن يتم إلا من "خلال نبذ استخدام القوة وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل دون استثناء وحل النزاعات الثنائية والصراعات الإقليمية بالطرق السلمية دون غيرها".
من افتتاح دور الانعقاد العادي التاسع والثلاثين لمجلس الشورى القطري
فلسطين والسودان
وخص الشيخ حمد في خطابه العالم العربي بالإشارة إلى أن المشاكل والأزمات الكبيرة التي يعانيها هذا الجزء من العالم تنذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار الدول العربية على مستوى عملية السلام والملف الفلسطيني بما في ذلك التعنت الإسرائيلي ومواصلته سياسة الاستيطان في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة التي من شأنها تقويض الحلول والآمال بتحقيق السلام في المنطقة.
وفيما يتصل بقضية الانقسام الداخلي على الساحة الفلسطينية ما بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ناشد أمير قطر الأطراف المعنية بضرورة تنحية خلافاتهم والتوصل إلى مصالحة حقيقية توحد مواقفهم في هذه المرحلة الخطيرة من القضية الفلسطينية.
كما لفت إلى الوضع المتأزم في السودان أولا على صعيد الاستفتاء الخاص بجنوب السودان كتحد يستدعي من الجميع التعامل مع الوضع بحكمة وروية وإجراء الاستفتاء في جو من النزاهة والشفافية وفي ظروف يتفق عليها شريكا الحكم في إشارة إلى حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وأثنى الشيخ حمد على استمرار التزام السودان بالتعاون مع المجتمع الدولي لإنجاح الاستفتاء الخاص بالجنوب وإيجاد حل لـأزمة دارفور عبر منبر الدوحة.
العراق ولبنان
وناشد أمير قطر جميع الأطراف السياسية في العراق ضرورة التعاون لتشكيل حكومة تكرس مبدأ المشاركة السياسية لكافة القوى وعلى نحو يحفظ حقوق الشعب العراقي ويحقق وحدة البلاد واستقرارها وسيادتها.
كما حذر من التحديات التي تواجه الوضع الداخلي اللبناني مؤكدا دعم قطر ومساندتها لتنفيذ بنود اتفاق الدوحة داعيا جميع القوى اللبنانية لتفويت الفرصة على "المتربصين بأمن لبنان وسلامته".
وفي ختام عرضه للسياسة الخارجية القطرية، حذر حمد من خطورة الأوضاع في اليمن مؤكدا أهمية واستقرار هذا البلد ووحدة أراضيه بالنسبة لمنطقة الخليج العربي الأمر الذي يستدعي من اليمنيين جميعا تغليب المصلحة العامة والعمل معا على استكمال مسيرة الإصلاح وتعزيز الوحدة الوطنية.
المصدر: وكالات