بسم الله الرحمن الرحيم
دخل كل من البرد و المطر و الشمس إضافة إلى النجوم في منافسة شرسة حول أي منها يستحق جائزة الطقس لهذه السنة.
وبما أنني من سيمنحها فقد حرت كثيراً،واختلطت علي الأمور في أي منهما يستحق الجائزة،ولكي لا أقع في مصيدة الانتقادات و السب و الشتم،اعتمدت على معايير علمية دقيقة تجنبا لذلك.
فأنا ضد البرد،رغم أنه كان نجم هذه الأيام ولازال،فكاد أن يفوز بالجائزة،فقد كلفني المجرم ما لا أطيق استيعابه، وأرغمني على ارتداء كل ما أتوفر عليه من ملابس صوفية وغيرها، بل أكثر من ذلك جعلني أفكر في الاستعانة بحطب الجيران لأتقي شره بعدما نفذت كل ذخيرتي، الشيء الذي تسبب لي في عدد لا يحصى من نوبات الزكام،وأرغمت على شراء علب أدوية حتى أفرغت جيبي، والشيء الأكثر جمالية هو أنني كنت أطلق العطسات في وجه أصدقائي.
المطر أيضا أنا ضده، فكم من مرة استغل فرصة ذهابي إلى المدرسة ليبلل كتبي و ملابسي في منزلقات عدة ليجعلني أضحوكة أمام صديقتي التي كانت متشوقة لمثل هذه الحوادث،
أما صديقتي الشمس(tafoukt)، فكانت من ابرز المرشحين للفوز بجائزة ملكة الطقس لهذه السنة،وذلك لجمالها و الدفئ الذي تمنحه لي في أوقات الشدة، لكن في الآونة الأخيرة اكتشفت أنها تخونني،علمت أنها كانت تستغل جمال وجهي،لتشبع رغبتها بأشعتها الذهبية،حتى صار وجهي مشمئزا ،ينفر منه الصغير قبل الكبير،وجدتها بالأمس تمنح دفئها لعبد مملوك،في تلك اللحظة انفجر قلبي غيظا،فسخطت عليها،فويل لها ولأشعتها.
ولكي أكون محايدا فقد فضلت عليهم صديقتي النجمة(titrit) وذلك لأسباب عدة،إنها مؤنسي الوحيد و الحقيقي،بالليل والنهار، فكما يقال " أخوك من واساك في أوقات الشدة"،فأحس بظلم قاس وضياع، وقت الشوق إليها، وأجمل ما يميزها ذاك التواضع الذي اتخذته تاجا لها، حتى علقت محبتها بفؤادي، فمحبتها جنون، و الجنون فنون.
لما حان الوقت لتسليم الجائزة للأخت الفاضلة"النجمة"، وقبل أن أسلمها لها قالت لي بصوت منخفض هل لي بكلمة ؟.
فقلت: طبعا على الرحب والسعة.
قالت: يا أخي أيـــــور، ألم تكن صديقتك الشمس(tafoukt) هي من تستحق التتويج بملكة الطقس ؟.
قلت : نعم، كانت على وشك ذلك، و لكن بالله عليك اخبريني، هل الخيانة تمت بصلة بعاداتكم و تقاليدكم و قوانينكم الفضائية ؟.
قالت: لا والله لا صلة لها بشرع الله وسنة نبيه ولا بقوانيننا.
فقلت: فهاهي ذي الجائزة فأنت أهل لها، لتعبر عن الصداقة التي تجمع بيننا.
فتقبلت الجائزة بكل ابتسامة وسرور، ودعوت لها بالتوفيق في العام المقبل إن شاء الله.
تمت بحمد الله ورعايته
( المايسترو أيـــور)