الزوجة التي أريدها
كنت مرة عند بعض إخواننا بمدينة ازرو فجاءه أستاذ من الراشيدية، يريد الزواج، فسأل هذا الأخ إن كان سيجد فتاة تكون رفيقة للعمر، وأما للعيال فأخبره الأخ بأن الأخوات الملتزمات العفيفات كثيرات ولله الحمد، فقال الأستاذ: ولكن عندي شروط لهذه الزوجة؟ قال الأخ: وما هي؟ فقال الأستاذ: أريدها أن تكون صغيرة في السن متمدرسة إلى حدود السلك الإعدادي على الأقل، طويلة القامة، وجميلة جدا جدا...فضحك الأخ وقال له: ماذا تقصد بقولك : جميلة جدا جدا فمعيار الجمال يختلف حسب أذواق الناس.
ولما خرج الأستاذ قلت للأخ: هذه المعايير التي ذكرها السائل سيجدها بسهولة لو انتظر قليلا حتى يدخل الجنة ...وتذكرت حينها ما وقع لبعض الأعراب قديما حين قال له بعض السلاطين: اطلب ما تشاء وأنا ألبي طلبك فقال له: أريد حمارا ليس بالطويل ولا بالقصير، إن أمرته ائتمر، وإن زجرته انزجر، سريع المشي جميل المنظر، لا تكبو خطواته...وأخذ يعدد له من الفضائل الشيء الكثير، فقال له السلطان وكان فصيحا حصيفا ذكيا عاقلا: انتظر قليلا فإن مسخ الله الوزير حمارا وهبته لك، فهو الذي أجد فيه الصفات التي ذكرتها.
فالمرء يجب عليه أن يعيش في واقعه، ويبتعد عن الخيال قليلا، وليكن شعاره قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه، ورزقنا زوجة صالحة خيرة ذات أخلاق ودين، إنه ولي ذلك والقادر عليه محبكم /ابو نبيل