-القرن التاسع عشر:
و من أهم من درس طبيعة الإنسان نجد شوبنهاور و فريديريك نتشه.
يؤكد شوبنهاور أن "الألم هو جوهر الحياة" و أن الحياة أولها شقاء دائم فهي أسف على الماضي و سخط على الحاضر و نزوع بالأمل نحو المستقبل و لكن هذا المستقبل ما أن يصيح حاضرا حتى يصبح سخط و عدم الرضى و هكذا تتجدد الآمال و الآلام.
إن الحل الذي يقدمه شوبنهاور هو أن يعمل الإنسان على قتل تلك الإرادة التي تمثل جوهر الحياة و بالتالي أن يعمل على إفناء نفسه و قد انتقده نتشه رائد العنف في العصر الحديث أو الملقب بالفيلسوف الثائر أو فيلسوف القوة.
يؤكد نتشه أن الحياة "إرادة قوة" و ليست"إرادة حياة", و عليه فإن ىالحياة هي الصراع الدائم ,و البقاء لن يكون إلا للأقوى.و عليه فإن الأقوياء هم وحدهم الذين يستحقون الحياة أما الضعفاء العاجزون عن إظهار قوتهم و اللاجئون إلا الشفقة ليجدوا فيها شعورا لذيذا بالقوة .فإن هؤلاء لا يستحقون الحياة بل يجب عليهم أن يفنوا و أن يعملوا على إفناء أنفسهم.بل أكثر من ذلك فإن نتشه يدعو غلى خلق المشاكل باستمرار ليختبر الأقوياء و العبيد هم الضعفاء العاجزون الذين يدعون إلى الحرية والسلام و المساواة و قد تمثل ذلك تاريخيا في الشعب اليهودي.
4- الفلسفة المعاصرة:
يعتقد الفيلسوف مارتن هيديجر أن الإنسان مقذوف به في هذا العالم ولا يدري لماذا ؟ وقد قذف به بلا سند ولا معين ولكنه يعي جيدا وضعه في هذا العام .فهو يتفاعل مع موضوعاته ومكوناته مما يولد لديه الدهشة.
الإنسان في نظر هيديجر يعي جيدا إلى أين يصير.إنه يصير إلى الموت و مصيره هو الموت. إلا أن هذا المصير الحتمي هو بمثابة تجربة فردية أي نجهل عنها كل شيء و الإنسان لا يعرفها إلا إذا ذاقها و لكن ذلك يكون مرة واحدة ولنيعودليحكي لنا عن تجربته.إن هذه النهاية المأساوية لأنسان هي التي تجعله دائما يشعر بالقلق لأنه يسسير إلى الموت إنها حادثة لا موعد لها.
إن الإنسان في نظر هيديجر يستمد قيمته من كونه يع ذاته ووجوده باعتباره وجود من أجل الموت.
في الموضوع القادم سوف نقدم نظرة ماركس لإنسان و بعدها "الإنسان في منظور الفكر الإسلامي"