اتهمتني صديقتي الجميلة..
في ليلة من نوعها فريدة..
في جمل كلها طويلة..
في عبارات سديدة..
اتهمتني صديقتي الحكيمة..
باللغو في كلامي..
و السفاهة في أحلامي..
و العبث بأقلامي..
و الضجر من أكمامي..
اتهمتني صديقتي العاقلة..
بالثقة في نفسي..
كلما أحدثها عن أحاسيسي
و عندما أشق لها رأسي
و عندما أنشد لها شعري
و عندما أبين لها فكري
اتهمتني صديقتي..
بالثقة في نفسي..
لأني أحدثها بقلبي..
عندما تكون بجانبي
و أستحضرها في لبي..
عندما تغيب عني
قلت لصديقتي الجميلة..
في تلك الليلة الساحرة..
في جمل ثائرة..
في عبارات حائرة..
قلت لصديقتي الحكيمة :
إن كان اتهامك صادقا..
إن كان يحترم منطقا..
فإني أقول لَبقا :
أليس من حقي مسبقا..
أن أكون واثقا ؟
لأني أحبك حقا..
قلت لصديقتي العاقلة :
أليس من حقي فعلا..
أن أنعش في قلبي أملا..
لأني أحب فتاة مثلك..
عندما رأيتها قبلك..
فسلمت عليها بيدي..
و ابتسمت لها من قلبي و كبدي..
و حدثتها بعقلي و جسدي..
و كشفت لها أسراري..
و أطلعتها عن الماضي و حاضري..
قلت لصديقتي :
إن كان الوثوق دائما..
تعتبرينه بالفعل جرما..
فأمريهم أن يقتلوني..
و في الأحمر كفنوني..
و تحت " القوس" أقبروني
واخرجي كل جمعة..
و زوريني بسرعة,
و إن خرجت سائحة..
فاقرئي علي سورة الفاتحة,
و إن سألوك عن صاحب القبر..
فقولي هو ل"غريب زكي"..
شهيد صديقته.
05-11-2010