بقلمي ... عبد الله عفوا المجنون بالابداع

اريد من الجميع ان لا يقيس ما سأكتبه على انه تجربة شخصية لي ولكن نحن دائما ما نتعاطف مع ضحية الخيانة وننسى الخائن ولا نهتم بمعرفة اسباب اقدامه او

اقدامها على الخيانة ؟؟؟

دائما ما نقف عاجزين عن وصف مشاعر الالم التي تنتابنا عندما نتعرض للخيانة فللخيانة طعم لا يتذوقه الا الخائنون !!!!!

تترك فينا الخيانة جراحاً عميقة لا تداويها الكلمات ولا تمحو عذاباتها اية وعود أو أعتذارات .

خاصة عندما تنهال علينا نظرات الشفقة والتعاطف من اناس كانوا بالامس يتمنون لنا الاذى ونبدا بالادراك كم كنا مخدوعين بالواقع الذي كنا نعيشه .

كانت تجلس في عملها تعمل كعادتها واذا بباب مكتبها يقرع فلم ترفع نظرها عن شاشة الكمبيوتر ولكنها صاحت تقول تفضل ..

وبدون ان ترى من هو الزائر قالت له اجلس لو سمحت فانا مشغولة امهلني بضع دقائق وساكون متفرغة لك ..

فاذا بصوت يجيبها ويقول لست على عجلة من أمري خذي وقتك !!!!!

احست بهبوط حاد في اعماقها واخذ قلبها يدق حتى انها تخيلت للحظة بان الدنيا كلها تسمع دقات قلبها الذي ينبض بشدة لم تكد تصدق ما تسمعه اذنيها !!

هل هو نفس الصوت ام انها تتخيل وجوده لم تعد قادرة على رفع نظرها لتنظر الى هوية الجالس امامها فهي لا تجرؤ !!!!

لكنها اجبرت نفسها على ان ترفع نظرها وأخذت تنظر الى الزائر الغريب بنظرات حائرة وتائهه وهي لا تكاد تقوى على الاجابة عليه .

اخذت تنظر له وهي لا تكاد تصدق انه هو نفس الشخص الذي كانت تعرفه والذي كان لا يطيق ان يبتعد عنها فها هو يجلس بكل ثقة ونظراته لا تكاد تفهم ما تعكسه هل هو الالم

ام العذاب ام الرغبة في الانتقام !!!!!!!!

واخذت تسترجع في ذاكرتها اسباب قدومه المفاجئ لزيارتها بعد كل هذه السنوات واحست بأن الالم قد عاد حيا وكانه وليد اللحظة والساعة ورجعت بها الذاكرة الى لحظات الالم والعذاب

التي عايشتها عندما اخبرته في مثل هذا اليوم انها تحب رجلا غيره وانها لم تعد تستطيع البقاء معه ولا إنجاب الاطفال منه لانه لا يستطيع الانجاب وانها تريد الطلاق !!!!.

تذكرت حالتها كيف كان شكله وكيف اصبح يومها كتلة من اللاشعور وكانه جبل من الجليد لا حول ولا قوة له عاد لها ذلك الالم وعذاب الضمير الذي ارتبط معها

يوميا في كل لحظة من لحظات فراقها عنه !!

هي لا تقوى على الكلام فالصدمة اكبر منها وهي مذهولة من الكيفية التي استطاع ان يعثر عليها بها وكيف استدل على عنوانها الجديد ؟؟؟

يقفز الى ذهنها تفاصيل ما مرا به وتلك الذكريات لحب مضى واخذت تلعن نفسها ومشاعرها التي خولت لها ان تجرحه

وان تطعنه في رجولته وكبريائه وكيف كانت قادرة على ان تطلق له كل تلك الاكاذيب التي

زرعتها في خياله من انها تحبه ولا تستطيع الابتعاد عنه ....

لكن الحقيقة المرة هي بأنها كانت انسانة مجردة من الاحاسيس وأنانية وكل ما كانت تهتم به هو اشباع رغباتها الحسية الخالية من المشاعر و العواطف

تزاحمت الأحداث في عقلها وملأت التساؤلات قلبها كيف استطاعت ان تجرحه وهو الذي كان مستعدا ان يقاتل الدنيا من اجلها ..

وكعادتها تمالكت اعصابها بسرعة وتسلحت ببقية من شجاعة كانت لديها يوما وسألته ماذ تريد مني ؟؟؟

فانتصب واقفا وقال لها اطلبي من مديرك اذناً للخروج ولا تحاولي المراوغة والا افتعلت هنا فضيحة لك وخرجت للجميع واخبرتهم بحقيقتك ؟؟

اخذت تنظر له بذهول وهي تقول ارجوك لا تفعل سآخذ الاذن ونخرج من هنا ...

فقال لها اصبحت عاقلة فجأة هيا ولا تحاولى الهروب او المماطلة !!! فجرجت وطلبت الاذن وخرجا سويا من الشركة وركبت معه السيارة وهي لا تدري ما الذي دفعها لان تركب معه ؟؟؟

وسالته الى اين سنذهب فقال لها اخرسي واجلسي لا اريد ان اسمع صوتك الكريه وانتظري حتى نصل !! هل هذا مفهوم ؟؟

فلم تجد لها سبيلا الا الصمت بينما هو يقود كانا يعبران شوارع لا تكاد تعرفها ولا تتذكر ما يمكن ان يربطها بها وفجاة وصلا الى بيت جميل ومستقل وطلب منها ان تترجل من السيارة

وامسك بيدها واجبرها على المشي وهي تسبه وتشتمه وهو لا يحرك ساكنا ً .

وفجأة انفتح باب المنزل واطلت منه امراة جميلة تمسك بطنها بيدها وقد بدت في شهور الحمل الاخيرة ...

فقالت له من هذه ؟؟؟ فأخذ ينظ لها بأشمئزاز وهو يقول لها انها زوجتي !!!!

فصعقت لقوله هذا واخذت تنقل نظراتها بينهما فأقتربت منها المراة وسلمت عليها وطلبت اليها ان تدخل لكي يتحدثوا .

فتركتها تقودها الى الداخل لتجد مفاجاة اخرى في انتظارها انه زوجها يجلس بكل راحة وكان المنزل منزله ويرمقها بنظرات غريبة وكأن عيونه سياط تجلد جسدها ..!!!

قال لها اسمعيني وأريد منك الاجابة على اسئلة حيرتني طوال هذه السنوات !!!

لماذا خدعتني وكذبت علي عندما قلتي لي بأن الطبيب اخبرك بأني لن استطيع ان انجب الاطفال ؟؟؟؟؟؟

لماذا جعلتني اعيش مع هذا الكابوس كل تلك السنوات وانا اعيش الآآآآآآم لا يستطيع احد ان يتحملها واذرف الدموع يوميا لاعتقادي بأنني رجل ناقص الرجولة

اعيش مع اناس لا ينظرون لي الا بعين الشفقة والعطف والرثاء !!!!

كم كنت اموت يوميا واحساس الحنين لكِ يقتلني كلما جاعت ذاكرتي لصورتك كم حاولت أن ألملم أشلائــي و لكنني لم استطع

لماذا جعلتني اعيش حالة من الشك في اخلاق زوجتي عندما اخبرتني بأنها حامل !!!؟؟؟؟

وما لبثت ان انهمرت دموعها ازاء هذا العذاب الذي عاناه بسببها فما الذي يمكن ان يبرر لها كل ما اقترفته بحقه

من اخطاء واي عقل سيستوعب ما اقترفته يداها بحق هذا الرجل الذي كانت جريمته الوحيدة انه احبها وما الذي

يمكن ان تقوله لزوجها الذي ينظر لها وكانه يراها للمرة الاولى وكانه ليس زوجها الذي يعيش معها منذ سنوات ???

آآآآآآه ما أصعب اسئلته وما اصعب ان تجد لها اجابات وحجج لتقولها له ؟؟؟

آآآآه ما أفظع أن تعترف له بأنها خائنة وقذرة لتكافئ من اهداها حبه وشبابه بالخيانة ؟؟

أي عذر يعطيه الضمير لمن يخون.

لماذا لماذا جعلها القدر من بين كل نساء العالم تخون .

لماذا طعنته في حبه واخلاصه لها بخنجر مسموم ؟؟

لا استطيع الاجابة على اسئلتك صرخت فجاة !!!!

اتعرف لماذا ؟؟؟؟؟

لأن الألم يولد مع القلوب الوفيه

ويموت في " قلوب الخائنين

وانا لست سوى عابثة لم تعرف يوما افضالك ...