أولا: حقيقة الحب
الحب هذه الكلمة التي تتكون من حرفين اثنين:
حرف الحاء"ح.." و هو من حروف "الإستفال"(قظ خص ضغط ) الذي يخرج من الحلق و صفته الهمس و هو يجسد بدايات الحب حيث أن المرء يستطيع أن يقع في شباك الحب بسهولة و بدون مشقة و بدايته تكون بالهمس عن طريق الغمز و الابتسامة ثم السلام. كما قال أحدهم "نظرة , فابتسامة , فسلام , فكلام ,فموعد ,و لقاء"
حرف الباء"..ب" و هو من حروف القلقلة الذي يخرج من الشفتين وصفته الشدة و هو كذلك من حروف الاستعلاء . فهو يجسد معانات العاشق في قصته وخاصة في نهاياتها التي يتعرض فيها المحب لجميع أنواع العذاب من شدة الهيام و العشق و الولع.
الحب هذه العاطفة التي نسج فيها الشعرَ الشعراءُ ونثر فيها الأدبَ الأدباءُ. هذه العاطفة التي جُنً بها العقلاء (كمجنون ليلى) وحُرِر بها العبيد (كعنترة بن شداد) واسْتُعبد بها الأحرار (كم من حُر صار سجينا بسبب الحب) ومات بها الأحياء (ومن الحب ما قتل) .
الحب هذه الموضوعة التي خاض فيها المفكرون و الفلاسفة و حلل فيها المحللون و عالجها النفسانيون و الاجتماعيون. فهناك من قطع أشواطا في التحليل وهناك من يجتر كلام الأولين وهناك من سابق الآخرين إلا أن الكل عجز عن إيجاد حل إيجابي للمعادلة الصعبة و هي" الجمع بين واقعية الواقع و مثالية الحب". يعني الواقع اللاحقيقي الذي يتميز بالصراع الدائم و بالأنانية و التسابق إلى امتلاك القوة و السعي إلى السيطرة على الآخر, و الحب باعتباره يترفع عن كل هذه النقائص وباعتباره يتميز بصفات الخلود و الثبات و الوحدة (المعايير الثلاثة للعالم الحقيقي عند أفلاطون).
هل من الطبيعي أن نقارن حب الله و الرسول مع الحب الذي نعرفه في المفهوم العامي؟
بتعبير آخر.هل هناك حب واحد أم أن هناك أنواعا أخرى؟
هذا ما سنراه في الموضوع القادم إنشاء الله