غريب زكي الوسام الفضي
عدد المساهمات : 624 رتــبتي :
| | [color=red]أقا 2050 ج2 :الغربة في المطار[/color] | |
و عندما نزلنا من الطائرة وجدوا مرشدين سياحيين أقاويين في انتظارهم. عرفتهم بلونهم الأسمر وزيهم التقليدي من الجلباب و الرزى الذي ما زالوا يحافظون عليه و كذلك بفرنسيتهم ذو نبرة أمازيغية شلحية.ركبوا في سياراتهم و بقي بعض المغاربة الذين ساروا جهة مخرج الراجلين حيث وجدوا عائلاتهم وأحبابهم في انتظارهم. تأخرت قليلا و بقيت بمفردي وحيدا لعلي أرى أحدهم أعرفه فألقي عليه التحية على الأقل لأُعْتَبر بأني استقبلت من طرفه,ولكني تذكرت بأني "غريب" و الغرباء مثلي في غنى عن ذلك. فأنا كنت غريبا عندما كنت في عالم الغيب فلا أحد يعرف عني شيئا سوى الله وأنا لا أعرف أي شيء عن أي أحد و لا عن أي شيء.كنت غريبا عندما كنت نطفة و كنت غريبا عندما كنت مضغة و كنت غريبا في رحم أمي عندما كنت جنينا وحيدا لولا الألطاف الإلهية .وازدادت غربتي عندما قُذف بي إلى العالم الخارجي يوم ولادتي كنت "لا شيء و لكن لا بد مني",و منذ آنذاك بدأت الغربة الحقيقية عندما ولجت عالما غريبا فيه أشخاص لا أعرفهم مسبقا و لكن كان لزاما علي أن أعيش بل أن أتعايش رغم كثرة الإكراهات التي تحول دون ذلك.ولدت صارخا و أنا أبكي بكل ما أوتيت من قوة,و بهذه الصرخة استقبلت الحياة الجديدة و كأني أرى بأم عيناي عناء الحياة و مشقتها,و كأني أسمع صراخ الغاضبين منها و الباحثين عن طريق للخلاص و كأني أحس ببؤس البائسين فيها الأموات الأحياء,و كأني أعرف بأن هذه الحياة شقاء دائم وفناء لازم. كانت هذه الأفكار ستفتك بعقلي الصغير لولا أن أمي أو المولدة(لم أتذكر جيدا) تدخلت في الوقت المناسب تهدهدني و تربت على كتفي لتُطمئنني على المستقبل المخيف كنت لا أعرفها فحاولت أن أبعدها عني و لكنني أحسست بالوهن لتضمني إلى صدرها و لأحس لأول مرة بالطمأنينة. | |
|