في الحقيقة و حسب رأيي المتواضع يمكن أن نميز بين نوعين من الحب :الحب الحقيقي و الحب البرغماتي.
1.الحب الحقيقي:
هو ذلك الحب الذي لا يتعلق بأي مادة من الماديات وهو المنزه عن كل النقائص والخالي من كل العيوب. إنه ذلك الحب الصافي الخالد و الذي سيبقى حتى و بعد الفناء. و سمي حقيقيا لأنه ثابت و لأنه يترفع عن كل السفاسف. و في هذا الإطار يمكننا أن نميز بين ثلاثة أنواع: الحب الكامل, الحب الثاني و الحب العاطفي.
•
الحب الكامل: هو أعلى درجات الحب الحقيقي و هو حب الله والرسول صلى الله عليه وسلم ,و هو الحب المثالي وهو الأول الذي ليس قبله شيء و سمي كاملا لأنه مرتبط بدرجة الإحسان , الرتبة الثالثة من مراتب الدين بعد الإسلام و الإيمان,و درجة هذا الحب تختلف من إنسان لآخر كل حسب يقينه و إيمانه.و يحصل الكمال و الولاية ,التي يتحدث عنه سادة الصوفية أو علماء التزكية رضي الله عنهم,للذين يُحَصلونه كاملا غير منقوص و هم الذين يعبدون الله كأنهم يرونه.
إلا أن هذا الحب ضرورة دينية و واجب شرعي بنص الكتاب و السنة "لا يِؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه و ماله و ولده و الناس أجمعين" (أو كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم). "قل إن كان آباؤكم أو أبناؤكم أو إخوانكم أو عشيرتكم أو أموال اقترفتموها أو تجارة تخشون كسادها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ..."
•
الحب الثاني: و هو منشق عن الأول و هو حب المؤمنين و كل الناس الذين يحبون الله و رسوله صلى الله عليه و سلم. وبطريقة منطقية استلزامية يمكن أن نستنتج بأن هذا الآخر واجب شرعي و غالبا ما يأتي حب الله و رسوله مقترنا بحب المؤمنين "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" و هذا الحب لا يكون إلا في الله و لله, غير مقترن بأية مصلحة دنيوية "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"سورة الزخرف
•
الحب العاطفي: و هذا هو محور إشكاليتنا المطروحة. فالحب العاطفي يمكن أن نعتبره ذلك التبادل الذي يحصل على مستوى القلوب بين اثنين من جنسين مختلفين. و هو عاطفة إذا كان الحب حقيقيا و غريزة إذا كان غير ذلك. و من هنا لابد أن نؤكد على أن هناك فرقا شاسعا بين العاطفة و الغريزة.
و هذا ما سنراه في الحلقة المقبلة قبل أن نتكلم عن الحب البرغماتي