كنت أمشي في الشارع الكبير وسط المدينة حيث السيارات تسير و تجيئ و على القارعة تجد المارة واقفون هنا و هناك. إلا أنه كلما حاولت أن أعبر هذا الطريق فغالبا ما أفشل.فعندما أصل إلى الوسط تظهر لي سيارة من بعيد تسير بسرعة كبيرة ثم أتراجع إلى الوراء وفي بعض الأحيان أتردد كثيرا فأسير و أجيئ مرات عديدة كالمجنون.
وذات مرة و كالعادة عبرت الطريق و لكن بدون تردد, يا لروعة لقد نجحت. و منذ ذلك الحين طرحت لي هذه الفكرة:"علمتني الحياة أن لا أعبر الطريق حتى أكون واثقا من ذلك".
إنها قولة أو عبارة قد تتجاوز ذلك البعد الخاص الضيق المتمثل في الظرف لتشمل و لتأخذ بعدا آخر عام و عميق يشمل الحياة بأكملها.
إن مضمون هذه القولة مبني على ثلاثة أركان:
1- التجربة: "علمتني الحياة"
2- الإرادة: "حتى أكون واثقا"
3- الهدف:"عبور الطريق"
إنها الأبعاد الثلاثة للنجاح والتي يمكن إجمالها في عنصرين اثنين:
1- البعد التجريبي: التجربة
2- البعد التجريدي:الإرادة و الهدف
إن الحياة هي بمثابة مغامرة, إنها طريق طويل
إن الفشل في تحقيق الأهداف ليس هو نهاية العالم و لكنه تجربة لا بد منها.
إن مبدأ التجريب يِؤكد لنا بأنه ليس هناك حقيقة مطلقة ثابتة و لكن حقائق نسبية. فحقيقة اليوم تخضع للتجربة مرات عدة حتى تأتي حقيقة أخرى تنفيها أو تِؤكدها فتكملها
و عليه فإن التجربة هي الطريق الحقيقي للنجاح بل هي الخطوة الأولى نحو النجاح
الخميس 02 سبتمبر 2010, 09:59 من طرف kasbawi